أضواء على الأحداث : يذكر الكاتب قصة صديق له جاءه صياد يعرض عليه سمكة كبيرة فدفع له ثمنها الذي طلبه، فشكره الصياد لأنها المرة الأولى التى يأخذ الثمن الذي أراده، ودعا الله له : أن يجعله سعيدًا في نفسه وماله، وسر الصديق لذلك، وتعجب من معرفة الصياد العامى حقيقة أن السعادة النفسية غير سعادة المال، ولذا دار حوار بينهما أوضح له فيه الصياد أنه رغم فقره أسعد الناس لقناعته بالرزق ، وعدم حزنه على ما ضاع، فيسأله الصديق : كيف تعد نفسك سعيدًا وأنت حاف ممزق الثياب؟ فأجابه : لأنه لا يجد في فقره ألمًا، فربما كان الأغنياء أشقى من الفقراء، فهو لم يبت ليلة جوعان، وإذا جاع أكل فيجد لذه، ويسكن في كوخ صغير يعده قصرًا، ويمتع نظره بجمال الطبيعة، فيستغرق في التأمل لا ينتبه إلا والسمك يجذب شباكه فيخرجها ليجد السمك مضطربًا لمفارقة المكان الذى كان يمرح فيه، عندئذ يخيل له منظر الفقراء السعداء بحريتهم، والأغنياء التعساء بقيود أموالهم، ثم يعود لأسرته فيستقبلونه بسعادة، وهو يؤدى فريضة الله جامعًا بين أداء حق الأسرة وحق الخالق، وعلاقته بالناس تقوم على الإيمان فتهون عليه الشدائد ويسهل الصعب، وهو يؤمن بفلسفته في الحياة التى يعتقد فيها أن الدنيا فانية ولذا لا يتمسك بها ولا يحزن على عدم إقبالها عليه ويؤمن بأن الموت صياد للبشر، أما السعادة الحقه ففي النفس، فمن أرادها فليطلبها في النفس الفاضلة، ثم ذهب الصياد مكررًا للصديق الدعاء الذى بدأ به حديثه..[b][i]
إهناسيا الثانوية بنين